صفات المربي الناجح
إن على المربي إذا شاء أن ينجح في مهمته أن يتسلح ويتلبس بالمعرفة والحب والإكرام والاحترام، وبالعدل والصبر والبذل؛ لأن هذه هي الأسس التي لابد منها لتربية العقول والنفوس، وإعدادها لتحمل المسؤوليات وحملها، وهي التي تكّون معادن النفوس في كل أمـة وفي كل أرض: "تجدون الناس معادن خيارهم في الجاهلية خيارهم في الإسلام إذا فقهوا" . فالتربية الصحيحة والمعدن النفيس والبناء النفسي السوي القويم إنما يتعامل مع أصل طبع الإنسان وفطرته بغض النظر عما إذا كان هذا الإنسان في جاهلية أو إسلام، فالإسلام والفقه بمقاصده السامية يوجه تلك الطاقة ويوظفها نحو الخير والإنجاز الخيّر، أما إذا لم يكن ذلك البناء النفسي وتلك الطاقـة الوجدانية حاضرة فلن يجدي العلم والفقه في دفع العلم، إلى العمل ودفع الفكر إلى التضحية والبذل إلا بالأدنى الأقل. فالعلم والمعرفة ضروريان لنجاح المربي والتربية، ومن دون العلم والمعرفـة بنفسية الطفل ومراحل نموه لن تجدي عواطف الحب؛ بل ربما كانت السبب في ضياع الطفل وسوء تربيته فينشأ عاجزاً مدللاً أنانياً نرجسياً، لا يستطيع أن يقيم علاقات سوية مع سواه، وكما يقولون "عدو عاقل خير من صديق...