نصائح لزيادة الثقة بالنفس لدى الطالب الجامعي
الدكتور / صلاح عبد السميع عبد الرازق
Salegy67@yahoo.com
قابلت العديد من الطلاب في جامعات مختلفة بعالمنا العربي ، وعلى مدار عدة مقابلات جمعتني وإياهم كنت دائما اشعر في نهاية المقابلة بأن الطالب الجامعي مظلوم من قبلنا نحن أعضاء هيئة التدريس ، بل إن ظلمه من قبلنا يمتد إلى المجتمع المحيط ومدى حرصنا على أن يكون ذلك الطالب جزء رئيس من المجتمع يضيف له ويضاف إليه ، إن نظرتنا إلى الطالب الجامعي بأنه طفل كبر في السن وانه في حاجة ماسة إلينا نحن مجتمع الكبار ( آباء ومعلمين ) تعتبر نظرة قاصرة تستوجب منا مراجعة أنفسنا ، لنقف على حقيقة هذا الشاب الذي يحتاج منا إلى أن نشجعه وأن نستثمر ما فيه من طاقات كامنة وأن نحول تلك الطاقة إلى قيمة مضافة لبناء المجتمع الذي نعيش فيه ، انه في حاجة ماسة إلى من يشجعه لا إلى من يحبطه ، انه ينظر إلى نفسه نظرة تقدير في حال إذا كنا نحن من يبعث فيه روح الأمل في الغد ، بل انه يستطيع أن يصنع المستحيل إن وجد منا من يبث فيه شعور الثقة بالنفس ، إن مجتمعنا الجامعي في عالمنا العربي مجتمع تحصيلي بحت يبحث عن ضخ المعلومة وتلقينها بل واستردادها من عقل الطالب ، وينسى في خضم ما ينفق على الطلاب أن هناك جانب خفي نحن والطلاب في حاجة ماسة إليه ألا وهو الجانب الوجداني الذي من خلاله ينطلق مارد الإبداع ، ومن خلاله تصنع الأمم تاريخها ، نحن في حاجة إلى جهد عقلي وبدني ووجدانى ولن نجده إلا في الشباب الذي هو اليوم بين أيدينا يبحث عن القدوة والنموذج الذي يحبه هو وليس ما نمليه عليه ، انه يريد أن يحب ويحب ، فهل لنا أن نراهن على مستقبلنا من خلال هذا الجيل الذي يقول لسان حاله هل من مجيب .
لعلى أقدم لكل مهتم تلك النصائح التي إن تم تطبيقها في جامعاتنا وفى فصولنا الدراسية ، فمن المؤكد أنها ستكون صمام أمان نحو تحقيق ثقة حقيقية بالنفس لدى طلابنا ، ووقتها سنقول حقا أن الجامعات والمؤسسات التربوية تمارس دورا حقيقيا نحو صناعة كوادر تخدم مجتمعاتها وتنتمي بشكل فعلى وتبذل جل جهدها في سبيل الدفاع عن تلك الأوطان، بل وستكون من السواء النفسي بشكل يجعلها بعيدة عن اى فكر يسوقها نحو التطرف في زمن تعددت فيه الرؤى والأفكار ذات التوجهات المتعصبة وهذا مالا نريده لإخواننا من طلاب الجامعات .
والآن مع مجموعة من الاستراتيجيات التي قد تحقق زيادة في الثقة لدى طلابنا إن تم تطبيقها بشكل علمي :
العديد من الطلاب يعانون من القلق أثناء وجودهم في الصف فكيف نستطيع مساعدتهم في مباشرة دروسهم باطمئنان وثقة ؟ .
إستراتيجية 3 ـ 1 لافتات الحقائق
وصفها: لافتات تعلق على احد جدران الصف لتذكر الطلاب بحقائق مهمة عن التعلم والحياة.
الغرض منها: مساعدة الطلاب في أن يصبحوا متعلمين قادرين على التوازن وتحمل المسؤولية.
يرفع المعلم لافتة ليراها الطلاب ويقرؤها قراءة جهرية : (كل فرد بحاجة إلى وقت ليفكر ويتعلم والآن دعونا نقرأ هذه اللافتة معا). ثم يشرح لهم العبارة ويحمسهم لقراءتها ثم يعلقها على احد جدران الصف ثم يقدم لافتة أخرى في اليوم التالي ( من الطبيعي أن نرتكب الأخطاء فتلك هي الطريقة التي نتعلم بها) ويتبع نفس الطريقة التي تبعها مع اللافتة الأولى . وهكذا باستطاعتنا أن نقدم المزيد من هذه اللافتات .
إنها ناجحة على جميع المستويات الدراسية ولكن يجب أن يؤخذ بعين الاعتبار أعمار الطلاب عند أخيار هذه اللافتات وطريقة تقديمها .ويجب عدم استخدام الكثير الافتات في الصف الواحد .
إن اللافتات هذه تحمل حقائق مهمة عن الحياة ينساها كل من الطلاب والمعلمين والتفكير بها يبعث على الاطمئنان ويقوي الشخصية.
إستراتيجية 3 ـ 2 التليين.
وصفها: أسئلة تصمم لتعزيز لافتات الحقائق.
الغرض منها: التخفيف من قلق الطلاب ومساعدتهم في أن يصبحوا أكثر رغبة في المشاركة في التعلم.
إن لافتات الحقائق مجرد خطوة أولى في عملية تقليل القلق الناجم عن التعلم وتقديم الدعم ضرورياً للطالب إذا ما أراد التغلب على القلق وهذه الإستراتيجية تقدم ذلك الدعم.
خطواتها:
ـ زيادة وعي الطلاب بلافتات الحقائق، مثلاً: عن طريق طرح الأسئلة .
ـ دعوتهم للإجابة بشكل مختصر .
ـ اختتام النقاش لتعليق ختامي ، ثم الانتقال إلى الدرس حالاً
يجب استخدام (التليين ) مراراً وتكراراً ، وان يكون زمن تطبيقها لا يتجاوز الدقيقتين .
وهاتان الإستراتيجيتان تعملان معاً على إطلاق غرائز حب الاستطلاع لدى الطلاب وإطلاق ميولهم نحو معرفة أكثر وعند استخدامها في تعقل فإنهما تعملان على بناء قاعدة قوية من اجل تعلم صفي نشط .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق