الاتصال الفعال ضرورة حتمية فى الخطاب المجتمعى

دكتور صلاح عبد السميع يكتب الاتصال الفعال ضرورة حتمية فى الخطاب المجتمعى قال بعض الحكماء : اذا جالست الجهال فأنصت لهم. و اذا جالست العلماء فأنصت لهم. فان فى انصاتك للجهال زيادة حلم و أن فى انصاتك للعلماء زيادة فى العلم. والسؤال الذى يطرح نفسه الآن هل يمارس المجتمع ثقافة الانصات ؟ هل يمارس المجتمع آليات الاتصال الفعال ؟ الاجابة ليست بنعم أو لا ، انما من خلال رصد الواقع الذى نراه ، واقع شعارة الصدام فى الخطاب المجتمعى ، واقع يعبر عن فوضى فى الخطاب داخل الأسرة الواحدة ، فوضى فى الخطاب داخل المؤسسات ، غياب شبه تام لمفهوم الاتصال الفعال ، فلا حديث عن مصداقية الطرح فى الخطاب الاعلامى ، غياب عناصر الاتصال الفعال من مرسل ومستقبل ورسالة وتغذية راجعة ، ولعلى ادعوا فى مقالى الى ضرورة مراجعة طبيعة الخطاب الاعلامى الذى يهدم أكثر مما يبنى ، وعلى متخذ القرار أن يراجع ردود الأفعال الاعلامية عندما تهول أحيانا من الحدث ، أو تقزم من أحداث كبرى ، والمستمع أو المشاهد أو القارئ يستقبل الحدث فينفعل سلبا أو ايجابا مع ما يتم تناوله ، وهنا تكون المشكلة فى آلية الطرح ، من خلال غياب المعلومة الحقيقية باعتبارها جوهر الرسالة ، وغياب الوعى لدى المرسل وعدم قدرته على استخدام آليات التحدث والاتصال بشكل فعال ، وكذلك استغلال غياب الوعى الجمعى لدى المجموع العام ، وهنا يكون الخلل وتظهر الفوضى بين أبناء المجتمع الواحد مما يؤثر على طبيعة الأمن المجتمعى . ومنا أود أن اشير الى أن الاتصال الفعال يعنى أن يتمكن الآخر ( المستقبل ) من التعرف عليك كما أنت بالفعال وليس كما تتصنع ، انه يعنى الصدق فى طرح الرسالة ( شفهيةـ مسموعة ـ مكتوبة ) ـ وعند غياب المصداقية فى الطرح يكون الشك هو البديل والبحث عن بديل آخر قد يساهم فى تشويش المشهد واثارة الفوضى . • ما النصائح التى يمكن أن تساعد على الاتصال بشكل فعال ، تلك النصائح نقدمها لكافة شرائح المجتمع فى المؤسسات المختلفة ، تعليمية ، وسياسية ، واجتماعية، واقتصادية وذلك على مستوى الأفراد وكذلك على مستوى المؤسسات ، وهى على النحو التالى :ـ • اعرف ما تريد التحدث عنه . • اعرف من يستمع إليك . • اختر الوقت المناسب ( لمن ؟) • اختر المكان المناسب . • احترم الطرف الآخر . • تأكد من أن يستمع اليك يفهم ما تقول . • ادخل فى الموضوع مباشرة . • اجعل حديثك يستحق الاستماع • كن صادقا فيما تطرح من قضايا ومعلومات . • شجع المشاركة . • لا تستعمل كلمات استفزازية • تحكم فى ايماءاتك ونبرات صوتك . • تجنب الغموض • قل ما تعنيه أو تقصده وبعد نحن فى حاجة ماسة الى أن نترجم كل ماسبق الى واقع عبر الخطاب المؤسسي وعبر الخطاب الاعلامى ، وتحقيقا لمهارات اتصال حقيقية على الجميع أن يتمثلوا شعار "أنت انا" لأنه من خلال ,, انت انا ,, • ترى نفسك عندما تنظر للآخرين . • تفرح بانجازاتهم لانها لك. • تغفر أخطائهم لأنهاأخطائك. • تستطيع أن تفهم الناس لأنهم أنت. • تكسب حب الناس و احترامهم. انها دعوة للمجتمع ودعوة لمن يهمه الأمر فى لحظة فارقة نحتاج فيها الى مراجعة أنفسنا فيما نقدم وفيما نطرح من رؤى وافكار ومعلومات ، هل تتفق ومهارات الاتصال الفعال مع المجموع العام لأبناء المجتمع ؟ وهل تتفق مع آليات تحقيق الأمن المجتمعى ؟ الى اللقاء.

القيادة المتميزة


هل الانجاز في بيئة العمل يرتبط بالأداء الفردي أم بالأداء الجماعي أم بهما معاً  ؟ هل القيادة المتميزة تعمل في فراغ دون أدوات تساندها ؟ هل مؤسسات المجتمع تفتقد إلى القيادة المتميزة ؟
أسئلة كثيرة تحتاج إلى إجابة موضوعية تنطلق من تقييم موضوعي للواقع الذي نحياه ، وفى الوقت نفسه لا تنسى أن نرصد ما سجلته الأدبيات التي تناولت  القيادة كمفهوم وكأنماط وسمات للقائد الفعال الذي نريده على أرض الواقع   .

وفي ظل الحديث عن معايير الجودة في الإدارة ومن خلال سعى المجتمعات والمؤسسات  إلى التميز على المستوى المحلى والعالمي في كافة الجوانب ، ولما كان الجانب الادارى يمثل العقل المفكر والمبدع في سبيل التطوير والتجويد ، كان لزاما على كل من يعمل في مجال الإدارة ، أن يكون على وعى بمفهوم القيادة المتميزة ، وكذلك أن يميز بين دوره كقائد ودوره كإداري ، وانطلاقاً من الوعي بحقيقة المفهوم وصفات القائد يمكننا أن نحكم على الواقع الذي تمارس من خلاله أنماط القيادة ، إلى أي مدى ينسجم المفهوم مع التطبيق ، والى اى مدى ينطبق المثل " أعطى العيش لخبازه " في واقعنا الذي نحياه ، وهل يمنح " الخباز " مقومات تجعله يحسن ويبدع في إخراج الخبز ؟

مفهوم القيادة المتميزة: 

·        القدرة على إقناع الآخرين بمحاولة تحقيق أهداف محددة بحماس.

·        عملية تحريك مجموعة من الأفراد باتجاه محدد ومخطط وذلك بحثهم على العمل باختيارهم

عناصر القيادة :

·         قائد يتسم بشخصية مؤثرة ومهارات لتحقيق هدف محدد .

·         مجموعة من الأفراد اللازمين لتحقيق الهدف .

·         الموقف الذي تمارس فيه المجموعة عملها .

سمات القائد :

·         القدرة الذهنية
·         : ليس من الضروري أن يكون عبقريا

·         اهتمامات وطاقات واسعة : ليس القائد أسير تخصص معين بل يمتلك فهما عاما وثقافة واسعة .

·         القدرة على التخاطب والتفاهم : فالأقدر على التعبير هو الذي يقنع وبالتالي يقود

·         النضج

·         همة نفس عالية: قوة الشخصية والإقدام وروح المبادرة والشجاعة وهمة النفس والعزم والتصميم من صفات القائد الناجح.

·   مهارات اجتماعية: القيادة أساسا هي تحقيق العمل من خلال الآخرين، فلابد للقائد أن يعتمد على المهارات الاجتماعية ليقدر مشاعر الآخرين وميولهم ويحترمها.

·   القدرات الإدارية: التأمل والتفكير والإبداع والتخطيط والتنظيم والتوجيه وتقييم الآخرين والتحليل وبعد النظر والقدرة على التحسين وإعداد التقارير واتخاذ القرارات .


صفات القائد :

1- صقل المقاييس العليا للأخلاقيات الشخصية :
بحيث لا يستطيع القائد الفعَال أن يعيش أخلاقيات مزدوجة إحداها في حياته العامة (الشخصية) و الأخرى في العمل، فالأخلاقيات الشخصية لابد أن تتطابق مع الأخلاقيات المهنية.
2- النشاط العالي:
بحيث يترفع القائد عن توافه الأمور و ينغمس في القضايا الجليلة في حال اكتشافه بأنها مهمة و مثيرة.
3- الإنجاز:
فالقائد الفعَال تكون لديه القدرة على إنجاز الأولويات ،غير أن هناك فرقا مابين إعداد الأولويات وإنجازها.
4- امتلاك الشجاعة:
فهناك فرق في الطريقة التي يتعامل بها الشخص الشجاع و الشخص الخجول مع الحياة ،فالشخص الجريء المقدام قد يلجأ إلى المشي على الحافة بهدف إنجاز الأعمال مع تحمله لكافة النتائج المترتبة على ذلك والمسؤولية الكاملة .
5- العمل بدافع الإبداع:
يتميز القادة الفعالون بدوافعهم الذاتية للإبداع و الشعور بالضجر من الأشياء التي لا تجدي نفعا أما الأفراد الذين يتمتعون بالحماس و الإقدام فلن يكون لديهم الصبر لانتظار رنين الهاتف من أجل البدء بالعمل ،فالقائد الفعال هو شخص مبدع خلاَق يفضل أن يبدأ بطلب المغفرة على طلب الإذن.

6- العمل الجاد بتفان والتزام:
فالقادة الفعالين يقوموا بإنجاز أعمالهم بتفان و عطاء كبير كما يكون لديهم التزام تجاه تلك الأعمال.
7- تحديد الأهداف:
فجميع القادة الفعَالين الذين تم دراستهم يمتلكون صفة تحديد الأهداف الخاصة بهم والتي تعتبر ذات ضرورة قصوى لاتخاذ القرارات الصعبة.
8- استمرار الحماس:
إن أغلب القادة يمتلكون حماسا ملهما ،فهم تماما كالشعلة التي لا تنطفئ أبدا لتبقى متقدة على الدوام ،فنمو القائد وتطوره يتطلب حماسا حقيقيا ملهما وإذا كان الفرد في حيرة حول الكيفية التي يمكن الحصول بها على ذلك الحماس فما عليه إذا إلا إعادة الصفات القيادية السابقة لوجود علاقة وثيقة و متراصة بين تلك الصفات.
9- امتلاك الحنكة:
فالقائد الفعَال هو ذلك الشخص الذي يمتلك مستوى رفيعا من الحنكة بحيث يتمكن من تنظيم المواقف الفوضوية، فهو لا يتجاوب مع المشاكل بل يستجيب لها.

10- مساعدة الآخرين على النمو:

فالقادة الحقيقيون لا يسعون للتطوير و النمو الذاتي فقط ،وعندما يكون جو العمل سليما و صحيا و خاليا من التفاهات يتم حينها تبادل الأفكار بحرية مما يؤدي إلى التعاون ،ومن خلال هذا التعاون تصبح المنظمة و العاملون فيها جزءا متكاملا لا يتجزأ منتجين فريقا يتصدى لأقوى الفرق و المهام.

ما  الصفات الشخصية و القيادية للقائد ؟:

الصفات الشخصية:
1. السمعة الطيبة و الأمانة و الأخلاق الحسنة.
2. الهدوء و الاتزان في معالجة الأمور و الرزانة و التعقل عند اتخاذ القرارات.
3. القوة البدنية و السلامة الصحية.
4. المرونة وسعة الأفق.
5. القدرة على ضبط النفس عند اللزوم.
6. المظهر الحسن.
7. احترام نفسه و احترام الغير.
8. الإيجابية في العمل.
9. القدرة على الابتكار و حسن التصرف.
10. أن تتسم علاقاته مع زملائه و رؤسائه و مرؤوسيه بالكمال والتعاون.


الصفات القيادية:
كالمهارات والقدرات الفنية والتي يمكن تنميتها بالتدريب وأهمها ما يلي.
1. الإلمام الكامل بالعلاقات الإنسانية وعلاقات العمل.
2. الإلمام الكامل باللوائح و القوانين المنظمة للعمل.
3. القدرة على اكتشاف الأخطاء وتقبل النقد البناء.
4. القدرة على اتخاذ القرارات السريعة في المواقف العاجلة دون تردد.
5. الثقة في النفس عن طريق الكفاءة العالية في تخصصه واكتساب ثقة الغير.
6. الحزم وسرعة البت وتجنب الاندفاع و التهور.
7. الديمقراطية في القيادة وتجنب الاستئثار بالرأي أو السلطة.
8. القدرة على خلق الجو الطيب و الملائم لحسن سير العمل.
9. المواظبة و الانتظام حتى يكون قدوة حسنة لمرؤوسيه.
10. سعة الصدر و القدرة على التصرف و مواجهة المواقف الصعبة.
11. توخي العدالة في مواجهة مرؤوسيه.
12. تجنب الأنانية وحب الذات وإعطاء الفرصة لمرؤوسيه لإبراز مواهبهم وقدراتهم.      
 ترى إلى اى مدى  نرى تلك السمات والصفات نموذجاً يطبق في مؤسسات المجتمع ؟
وان كان هناك تقصير فمتى يكون الاختيار وفق تلك المعايير والصفات ؟ بل متى تسعى المؤسسات التربوية والتعليمية إلى تربية مفهوم القيادة في نفوس من يملكوا تلك الروح حتى ينهض الوطن .  

توصيف مقرر التغيرات المناخية

    توصيف مقرر التغيرات المناخية   الدكتور / صلاح عبد السميع   توصيف المقرر : يُعد مقرر "التغيرات المناخية" جزءًا من...