كيف تجعل تدريسك فعالاً ؟ "استخدم الحفز والمكافأة "





كيف تجعل تدريسك فعالاً ؟
"استخدم الحفز والمكافأة "

عزيزي المعلم الطموح والغيور على رسالتك ، رسالة الأنبياء والرسل ، هل حاولت مرة أن ترجع بالذاكرة إلى الوراء ، لتتذكر نفسك وأنت طفل صغير يذهب في أول يوم إلى المدرسة ، ترى ماذا كان شعورك وانطباعك في أول يوم قضيته في مدرستك ، يا ترى هل كنت سعيدا ، هل استمرت تلك السعادة مع مرور الأيام ، ترى لماذا غلبك حزن شديد في يوم من الأيام فقررت أن تمتنع عن الذهاب إلى المدرسة ، وحاول والديك أن يصرفاك عن ذلك الانطباع السلبي تجاه المدرسة ، وعندما كنت تستجيب لهما ، كان يبقى في قلبك شيء يرفض وبشدة تواجدك في المدرسة ، يا ترى هل كان سبب كراهيتك للمدرسة أنها غير نظيفة؟  أم أنها مزدحمة بالأطفال ، لا ربما لأنك بعدت عن والديك ولم تستطع فراقهما من قبل ، هل يرجع الأمر إلى معلمك أو معلمتك في الصف ، لماذا ؟ هل كان المعلم  يلومك وبشدة كل يوم ؟هل كان ينهرك وبشدة عندما لا يحالفك الصواب في الإجابة ؟ هل كان يضرب الصف كله لأن تلميذ أخطأ فى تصرف ما ؟  هل كان يدخل إلى الصف حزينا ويحرص على معاقبة أول من تقع عينه عليه من التلاميذ ؟ هل كان جل همه أن تحفظ النشيد دون فهم أو معنى  وتردده أمامه ؟
أظنك تجيب بأنه لم يكن يدفعك إلى ممارسة النشاط واللعب ، لم يكن يحكى لك القصص ، لم يكن يجرى المسابقات ويشرح المادة من خلال اللعب ، هل ذلك صحيح ؟ نعم إن ما تخبرني به هو ما اشعر به فعلاً ، لقد تمنيت أن يأخذ بيدي ويدفعني إلى التعلم عبر أساليب التشويق والترغيب ، لقد كان لسان حالي يقول يا  ليته يشرح لنا تلك المادة من خلال التمثيل واللعب ومن خلال التعزيز .
عزيزي المعلم إن الحوار السابق افتراضي ولكنه ربما يكون حقيقة وقعت فى زمان ما بل مازالت تقع حتى اللحظة ، هل ترغب أن تكون طرفا فيها ، ولكن طرف ايجابي وليس سلبي
أريدك أن تقرأ عن الحفز والمكافأة كيف تكون طريقا للتميز ؟ وكيف يمكنك أن تستخدمها ؟ وأنا أعرف أن الكثير من المعلمين يستخدمونها ولكن بشكل فطرى وغير مقصود ، أنا هنا أريدك أن تستخدم التعزيز داخل الصف بشكل مقصود حتى تتحقق الفائدة ونرى سويا جيل من المتعلمين لديه ثقة فى نفسه ، متفائل ، لديه رغبة في الحياة والإبداع ، محب لمدرسته .
والآن هيا بنا نتعلم كيف تكون المكافأة في التعليم ؟

1-       المكافأة فى التعليم :-
نظرية " سكينز " تقول إن نموذج التعليم القديم يقوم على التعرف على أنواع سلوك الطالب داخل الفصل مثل الوصول فى الموعد المحدد – الجلوس فى هدوء – التعليم ...الخ ] ثم مكافأة السلوك أيحابى ومعاقبة السلوك السلبى هذه النظرية مجدية لدى الفئران ولكنها بمثابة كارثة لدى الإنسان لأنه أكثر تعقيدا من الفأر وأن الإنسان إذا فعل الشئ مقابل المكافأة وتجنب العقوبة فإنه لا يمسى لديه سمات الإبداع والتفكير، وتفكيره فى الحصول على المكافأة يسبب لديه نوع من التوتر العقلى ويسير عقله تحت ضغط هذا القلق وتتعرض الذاكرة ومهارات التفكير للإعاقة اى يصبح إنساناً آليا تحركه المكافأة , وتنقسم المكافأة إلى نوعين :-
1- مكافأة متوقعة .                                2- مكافأة ذات قيمة تسويقية .
* المكافأة المتوقعة بدون قيمة تسويقية . [ ابتسامة – اختفاء من قبل الآخرين ] بعنى انه تعبير عن الشكر وليس مكافأة .
* لها قيمة تسويقية وغير متوقعة . [ حفل مفاجئ – بسكويت –  شهادة تقدير  ] هذا احتفال وليس مكافأة إذا المكافأة هى عندما يفعل الطالب شئ لأنه يحصل على جائزة .
[ أى يتوافر شرط التوقع ] وبذلك فإنك ترشو الطالب إن المكافأة تنطبق على شئ ضمنى غير معلن .

2- هل المكافأة تعوق الإبداع ؟ :ـ
يقال أن الحفز الخارجي يعوق الحفز الداخلى حيث إن الإبداع مرتبط بالحفز الداخلى لأنه يشجع العقل عليه المكافأة تؤدى إلى إعاقة الحفز الداخلى لأنه إما أن يكون الحفز خارجى اى المكافأة , وقد خلص " جيفرى " و " رينت كيد " إلى أن نظام المكافأة والعقاب يمكن أن يكون معوقا ومثبطا على المدى الطويل وخاصة عندما يكون هناك شخص آخر قابض على زمام السيطرة يؤدى هذا النظام إلى تولد القلق مما يؤدى إلى تراجع قدرة الطالب على التفكير وتدفعه إلى كل ما هو مكرر ومضمون للحد من القلق وهذا يوهم المعلم أن نظام المكافأة نظام مجد .
مثال :- فى فصول الحضانة العديد من الطلبة يحصلون على طابع الابتسامة مقابل العمل الجيد ومع بلوغ الصف الثالث تكون المكافأة هى عبارة عن قطع حلوى ومع بلوغ الصف الخامس تكون المكافأة اكبر ...الخ ثم بعد ذلك عندما يكبر الطالب ويطلب منه انه يجرى بحثاً يكون السؤال ما الذى أحصل عليه أو المقابل ماذا ؟، والطالب الذى يتعود على المكافأة فإن تطلعاته فى المرة الثانية تكون أكبر ويقل داخله الحفز والإبداع ويتحلى الطالب بالسلوك الجيد الذى يكفى للحصول على المكافأة يرى العالم " ألفى كون " مؤلف كتاب PUNESHED  BY  REWARDS أن كل المكافأة سيئة ويقول العالم " مارتن فورد " أن هذا يتوقف على ما إذا كانت المكافأة تتعارض مع الأهداف الموجودة والمواقف الآتية هى التى يحدث فيها هذا الأرجح :-
1-   أن يشعر الطالب بأنه أصبح فريسة الاستغلال بسبب المكافأة .
2-   أن يقول الطالب لنفسه أصبحت أحصل على مكافأة على الدرجات العليا لذا فأنا لا أهتم بما فى الاختبار .
3-   شعور الطالب بأنه قد تعاطى رشوة .
مثال :- حصول الطلبة الذين تصل نسبة حضورهم إلى نسبة معينة على مكافآت فيتبادر إلى ذهن الطالب أن هذه المدرسة سيئة لأنها أرشتهم لحضورهم المدرسة اى أن الطالب يذهب للحصول على المكافأة وبعد ذلك لا يهتم بالذهاب إلى المدرسة .
4-   المكافأة تحفز الطالب الضعيف على المواصلة :-
نحن نعلم أن استخدام المكافأة تزيد من مستوى الضغوط وهناك أبحاث أخرى تربط بين الحالات النفسية المتمثلة فى القلق والضغوط السلبية وتعالج الكثير من خلال التفكير والأداء البشرى ونحن نعرف أن الضغوط الطالب ومخاوفه تؤدى إلى :-
1- تقليل قدرة الطال على حل المشاكل .      2- تقليل من استجابة الطالب للبنية .
3- تزيد من القوالب الجادة والسلوك قليل المجازفة
4- تزيد من انتباه الطالب واعتماده على أنظمة المكافأة والعقاب .
لكى أحمل الطالب على الإبداع لابد أن يكون لديه حافز داخلى ومع وجود المكافأة يفضل الطالب الحافز الخارجى المضمون وأيضاً كلما قلت مساندة البيئة وتشجيعها للحافز الداخلى زاد بحث الطالب عن المكافأة , إن المكافأة لدى الطالب الضعيف تكون بجدية ولكن يتعود عليها المعلم وعليها يقع الطالب فرية مبدأ ( الجدار الزجاجى ) حيث أنه تعود على المكافأة وعندما تختفى المكافأة يتذمر الطالب ويتراجع مستواة الدراسى أن المكافأة تعنى :-
1- زيادة القلق النفسى .           2- كل مكافأة تحمل فى طياتها يقيناً إما بالنجاح أو الفشل والطالب سوف يميل إلى اختيار أهداف وضعها آخرون .
4- الأفعال التى تحظى بالمكافأة سوف تختفى :-
        أجرى " الآن كازدين " دراسة شملت نظاماً اقتصادياً رمزيا داخل احدى مؤسسات الرعاية فى الستينات من القرن العشرين فى البداية اشهر من تغيير سلوك الأشخاص بعد ذلك رأى أن انتزاع المزايا أدى إلى تراجع فى الاستجابة المرجوة , خرجنا من ذلك أن كانت المكافأة مقوضة من التعليم فخل هناك وقت أو موقف معين يتناسب المكافأة يمكن أن تجدى فى هذه الحالة كما يؤكد الباحثون ولكن المكافأة سوف تغير فقط سلوكا معينا فى وقت محدد ولن تغير الشخص نفسه .
مثال إذا كان لديك مجموعة من الكراسى تريد نقلها إلى الغرفة المجاورة وأمرت طالبين بأن يساعدوك هذه المكافأة فى موضعها لأنها مقابل جهد بدنى وليس عقلى .
5-   بدائل الرشوة :-
1- اختفاء معنى المدرسة .     2- جعل المدرسة أمرا ذا قيمة .  3- جعلها أمرا ممتعا .
يجب علينا استبدال المكافأة مثل الدرجات الجيدة احدى أنواع المكافآت التى تقود إلى إرضاء المعلم والأهل هناك أيضا بعض المكافآت الجوهرية والفعالة فى التعليم أهمها :-
1- مستوى الأداء الجيد طويل المدى .                  2- متعة تحقيق الأهداف .
3- التقييم الذاتى للتقدم .      4- اكتساب حب التعليم .       5- الحماس  .
6- شعور الطالب بقدرته على الامتلاك زمام الأمور وليس حلاً أن يحصل الطالب على مكافأته درجات ويذهب إلى البيت ويعطيه الأمل مكافأة مادية يجب على المعلم أن يفهم الأهل الإثارة المدمرة للمكافأة .
6- أسرار الحفز :-
كيف أشجع الطالب على التعليم ؟ الإجابة ببساطة أن العقل يعشق التعليم الوهن هو إزالة كل الأسباب المؤدية إلى عدم شعور الطالب بالحافز وذلك بهدف الإقدام على الأشياء الصغيرة التى تشعل الحافز الداخلى .
7- التعليم يأتى أولا :-
هناك الكثير من المدرسين يطرحون سؤال وهو كيف أتحكم وأسيطر على سلوك الطالب أن كنت تعتمد انك وسيطا وناقلاً للتعلم أو إن كنت مدرسا تقليدياً أن يقف ويلقى المعلومات للطلبة بينما يمسك هو بزمام الأمور فان كنت من المنتمين إلى مفهوم الوساطة التعليمية فان هذا السؤال يكون قليل الأهمية لديه لأن مطالب فى ظل مناخ التعليم الايجابى سوف يشعر بالفعل بالحفز اى انه سوف يحفز بشكل طبيعى .
8- تجنب النعوت السلبية :-
الطالب الذى يملك دافع عبارة عن أسطورة , للوصول إلى المدرسة أو الفصل الدراسى أنت بحاجة إلى قدرة الحفز قد يكون سلبيا أو ايجابيا أن سلوك ومعتقدات الطالب الفاقد للحافز تتشكل أو تدعم فى ظل بيئة مدرسية صناعية أو غير مستجيبة على أن كل طالب أما أن يملك حافزاً داخليا أو خارجياً .
·         طرق تشجيع الطالب التحفز داخليا :-
هناك عدة طرق لتشجيع الطالب التحفز داخليا أهمها :-
1-   ساعده على تعلم السيطرة على بيئته .
2-   اقضى على مشاعر الدونية لدى الطالب .
3-   قدم اختبارات تعمل على تحقيق أهدافـه .
4-   تحـــل بتوقـع كبيــر للنجـــاح .
5-   كن قدوة فى التعبير عن الرضا مقابل الإنجاز .
9- مصادر الحفز الداخلى :-
·         امنح الطالب التحكم والاختيار .
·         امنح الطالب اكبر قدرة من الاختيار فى الإطار الذى وضعته مثلا اسمح له باختيار الطريقة التى سوف يدرس بها الموضوع والزملاء الذين يشاركوه .
·         حقق احتياجات وأهداف الطالب .
·         احرص على أن يكون منهجك التعليمى وطرقك التعليمية ملبية الاحتياجات وأهداف الطالب مثلاً طالب ش المراقة فوق يكون بحاجة إلى قبول الزملاء واستثمار حسن الأهمية والأمل وطالب الثمانية عشر أكثراً مقاماً بالاستعانة والاعتماد على الذات .
·         وظف المشاعر القوية :
·         من خلال القصص الموجه – الألعاب – الأمثلة الشخصية – الاحتفالات – لعب الأدوار
·         وظف حب الاستطلاع
  • عمل الجماعة : وظف الصداقات والشراكة وعمل الفريق لتشجيع روح التعاون
  • شجع التغذية الجيدة . التغذية الأفضل يقظة ذهنية أكبر .
  • استخدام أنواع الذكاء المتعددة : يقسم الذكاء إلى الذكاء الفراغى والجسدى والحركى والاجتماعى واللفظ اللغوى والداخلى والموسيقى الايقاعى
  • استخدام القصص الوجيه .
  • استحسن طلابك
  • تحكم فى حالة الطالب : تعلم كيف تقرأ أو تتحكم فى حالة الطالب فى الطالب الجيد سوف يمر بأوقات يكون فيها الحافز
  • أمنح الطالب املأ فى النجاح
  • جسد متعة التعلم
  • رسخ المعتقدات الإيجابية .

وفى النهاية  عزيزي ( المعلم / المعلمة)  نحو مزيد من التعزيز والحفز والمكافأة للمتعلمين داخل غرفة الصف بل وخارجها ، لكي ترسم البسمة على شفاه جيل كامل وتنزل السعادة على قلوبهم ، وتصبح ذكرى طيبة في نفوسهم عندما يكبرون ، فيبحثوا عنك في كل مكان ، وان مت يترحمون عليك .

إلى اللقاء نحو مزيد من الإرشادات لتحقيق تدريس فعال
كان معكم دكتور / صلاح عبد السميع عبد الرازق


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

توصيف مقرر التغيرات المناخية

    توصيف مقرر التغيرات المناخية   الدكتور / صلاح عبد السميع   توصيف المقرر : يُعد مقرر "التغيرات المناخية" جزءًا من...