طرق فعالة لتعزيز الثقة بين الوالدين والمراهق

طرق فعالة لتعزيز الثقة بين الوالدين والمراهق الدكتور / صلاح عبد السميع كثيرا ما يسأل الوالدين عن آليات تعزيز الثقة مع الأبناء ، خاصة فى مرحلة المراهقة، و فى ظل هيمنة وسائل التواصل الاجتماعى على حياة المراهقين بعيداً عن التواصل الحقيقي مع الوالدين ، كذلك انشغال الوالدين وانصرافهم عن الأبناء خاصة فى سن المراهقة وعدم وجود قنوات تواصل حقيقية مبنية على الثقة والحب بين الوالدين والأبناء فى تلك المرحلة الهامة ، ولعل الواقع الحالى يضعنا امام العديد من التحديات التى تستوجب ضرورة عودة التربية الحقيقية ، خاصة فى ظل غياب دور المدرسة ، وفى ظل غياب الاعلام الهادف ، وانتشار وهيمنة مواقع التواصل الاجتماعى ، واليوتيوب وغيرها من الوسائط التى هيمنت على الاعلام الرسمى للدول واصبحت بمثابة مصادر المعرفة لدى جميع فئات المجتمع وخاصة الشباب ، لهذا ظهرت العديد من الآثار السلبية نتيجة ما ينفقه الأبناء من وقت فى متابعة تلك المواقع ونعكاس ذلك سلباً او ايجابا على تشكيل شخصياتهم ، ومدى مساهمة ذلك فى تعزيز او ضعف الثقة بالنفس لدى الشباب فى تلك المرحلة ، والتى تمثل مرحلة هامة من مراحل النمو التى تساهم فى تشكيل شخصية الشباب من خلال الايمان بقدراتهم على تحمل المسئولية ،وتدعيم روح المشاركة والعمل الجماعى ، ومن خلال ادماجهم ودعوتهم للمشاركة الفعالة فى العمل التطوعى والخيرى ، والاهتمام بالبناء النفسي والجسدى والاجتماعى من قبل الوالدين والمجتمع للشباب فى تلك المرحلة التى تتشكل فيها شخصياتهم ليكونوا نموذجاً فعالا لخدمة أنفسهم وأوطانهم . ولكى يتحقق ذلك على الوالدين والمجتمع اتباع العديد من الآليات لتعزيز الثقة بالنفس لدى الشباب فى تلك المرحلة ، وقبل أن اتطرق لها ، علينا أولا أن نتعرف على مفهوم الثقة بالنفس . الثقة بالنفس هي الإيمان بالقدرة الشخصية على التعامل مع التحديات والمواقف المختلفة في الحياة. وهي صفة إيجابية تمكن الفرد من التعامل مع الصعوبات والتحديات بثقة وتفاؤل، وتساعد على تحسين الصحة النفسية والعلاقات الاجتماعية والإنتاجية في العمل. تتأثر الثقة بالنفس بالعديد من العوامل، بما في ذلك الخبرات السابقة ومدى نجاح الشخص في التعامل مع التحديات، والدعم الاجتماعي والتشجيع الذي يتلقاه، والمعتقدات والقيم الشخصية والثقافية التي يتبناها الفرد. ومن خلال تحسين الثقة بالنفس، يمكن للفرد أن يتحكم في ردود فعله وتصرفاته بطريقة إيجابية ومتفائلة، وتحسين مستواه في العمل والدراسة والعلاقات الاجتماعية والصحة النفسية والجسدية. ولتعزيز الثقة بين الوالدين والمراهقين يتطلب الكثير من الصبر والتفهم والتواصل الفعال. ومن أهم الطرق الفعالة لتعزيز الثقة بيني وبين المراهقين هي: تحديد الأهداف والعمل على تحقيقها: يمكن أن يساعد تحديد الأهداف والعمل على تحقيقها في تعزيز الثقة بالنفس، حيث يعطي الفرد شعورًا بالإنجاز والتقدم. التعرف على نقاط القوة والضعف: يمكن أن يساعد التعرف على نقاط القوة والضعف في تحسين الثقة بالنفس، حيث يمكن للفرد التركيز على تطوير نقاط القوة وتحسين نقاط الضعف. الاهتمام بالمظهر الشخصي: يمكن أن يساعد الاهتمام بالمظهر الشخصي في تحسين الثقة بالنفس، حيث يعطي الفرد شعورًا بالثقة والجاذبية. الاهتمام بالصحة النفسية والجسدية: يمكن أن يؤثر الاهتمام بالصحة النفسية والجسدية إيجابًا على الثقة بالنفس، حيث يمكن أن يساعد الشعور بالراحة والصحة الجسدية والنفسية في تعزيز الثقة بالنفس. الاعتماد على الذات والتفاؤل: يمكن أن يساعد الاعتماد على الذات والتفاؤل في تحسين الثقة بالنفس، حيث يساعد الشعور بالثقة بالنفس والتفاؤل في تحسين المزاج والتصرفات الإيجابية. تحسين المهارات والمعرفة: يمكن أن يساعد تحسين المهارات والمعرفة في تحسين الثقة بالنفس، حيث يعطي الفرد شعورًا بالقوة والقدرة على التحكم في الأمور. الاستماع بشكل فعال: يجب على الوالدين الاستماع بشكل فعال لما يقوله المراهقون، وتحفيزهم للتحدث عن مشاكلهم ومخاوفهم بصراحة وصدق. يجب توفير بيئة آمنة ومريحة للتحدث، وتجنب التقييم السريع أو الانتقادات اللاحقة. العمل على بناء علاقة إيجابية: يمكن للوالدين بناء علاقة إيجابية مع المراهقين من خلال الاهتمام بحياتهم وأنشطتهم، والمشاركة في الأنشطة التي يحبونها، وإظهار الدعم والتشجيع. الثقة في قدراتهم: يجب على الوالدين إظهار الثقة في قدرات المراهقين وتشجيعهم على تحقيق أهدافهم، والاعتراف بإنجازاتهم وتحفيزهم لمواصلة العمل الجاد. الانتقال من النصح إلى التوجيه: يجب على الوالدين التركيز على التوجيه والإرشاد بدلاً من النصح المستمر، وتشجيع المراهقين على اتخاذ القرارات الصحيحة وتحمل المسؤولية. العمل على تحسين مهارات التواصل: يجب على الوالدين العمل على تحسين مهارات التواصل الخاصة بهم، والتواصل بطريقة فعالة ومرنة، وتقبل اختلاف الآراء والتعامل معه بشكل إيجابي. التعامل بالإيجابية: يجب على الوالدين التعامل بالإيجابية في جميع الأوقات، وتجنب الانتقادات اللاحقة والتشويش على الأخطاء، والتركيز على الأشياء الإيجابية والتقدير للجوانب الإيجابية في شخصية المراهقين. تحديد الحدود والقواعد: يجب على الوالدين تحديد الحدود والقواعد الواضحة بشأن السلوك والمعاملة، وإيضاح العواقب المحتملة عند الانتهاكات. يساعد ذلك على تحقيق الانضباط والاحترام المتبادل، وتخفيف التوتر والتشنجات في العلاقة بين الوالدين والمراهقين. الشفافية: يجب على الوالدين الشفافية في التواصل مع المراهقين، وتقديم المعلومات بصراحة وصدق، وتجنب الكتمان والإخفاء. يساعد ذلك على بناء الثقة وتقوية العلاقة بين الوالدين والمراهقين، وتحقيق التفاهم والتعاطف. الاهتمام بالخصوصية: يجب على الوالدين احترام خصوصية المراهقين، وتوفير بيئة خاصة للحديث عن المواضيع الحساسة والشخصية، وتجنب الانتقادات اللاحقة والتدخل في الأمور الشخصية للمراهقين دون إذن. المساواة والاحترام: يجب على الوالدين التعامل مع المراهقين بالمساواة والاحترام، وإظهار الاهتمام بآرائهم واحترامها، وتجنب التمييز والتفضيل، والتركيز على المواهب والإنجازات. التعلم من الأخطاء: يجب على الوالدين التعلم من الأخطاء الماضية، وتجنب العودة إلى الأخطاء نفسها، والعمل على تطوير العلاقة بينهما وبين المراهقين بشكل مستمر. الدعم العاطفي: يجب على الوالدين تقديم الدعم العاطفي للمراهقين، وتقديم النصح والإرشاد بشكل خاص في الفترات الصعبة والمحفوفة بالمخاطر، وتحفيزهم على تحقيق الاستقلالية والنضج. الاهتمام بالصحة النفسية: يجب على الوالدين الاهتمام بالصحة النفسية للمراهقين والتعرف على علامات الاكتئاب والقلق والتوتر، وتوفير الدعم اللازم والتوجيه للمساعدة في التعامل مع هذه الأوضاع. التعرف على الأصدقاء والزملاء: يجب على الوالدين التعرف على أصدقاء وزملاء المراهقين وتحفيزهم على التواصل معهم، وإظهار الاهتمام بحياتهم الاجتماعية والتفاعلية. تعزيز الاستقلالية: يجب على الوالدين تعزيز الاستقلالية للمراهقين وتشجيعهم على تحمل المسؤولية واتخاذ القرارات الصحيحة بشأن حياتهم، وتمكينهم من اتخاذ القرارات بصورة مستقلة. الاهتمام بالتعليم: يجب على الوالدين الاهتمام بالتعليم والتحصيل الدراسي للمراهقين، وتشجيعهم على الاستمرار في التعلم وتحقيق الإنجازات الأكاديمية. تحديد الأهداف المشتركة: يمكن للوالدين والمراهقين تحديد الأهداف المشتركة والعمل على تحقيقها بشكل مشترك، مثل التطوير الشخصي أو التطوع أو المشاركة في نشاط محدد. الاحتفال بالإنجازات: يجب على الوالدين الاحتفال بالإنجازات المختلفة للمراهقين وتحفيزهم على المضي قدمًا والتحقق من أهدافهم. باختصار، تعزيز الثقة بين الوالدين والمراهقين يتطلب الكثير من الجهد والتفاني، ويتطلب التواصل الفعال والشفافية والاهتمام بالخصوصية وتحفيز المراهقين على تحقيق الأهداف والتطور الشخصي. يمكن أن يساعد ذلك على تحقيق علاقة قوية ومتينة بين الوالدين والمراهقين، وتحقيق الانضباط والاحترام المتبادل. كذلك من خلال تقديم الدعم العاطفي والتحفيز والاهتمام بالصحة النفسية وتعزيز الاستقلالية وتحديد الأهداف المشتركة والاحتفال بالإنجازات. يمكن أن تساعد هذه الأساليب على بناء علاقة قوية ومتينة بين الوالدين والمراهقين وتحقيق التفاهم والاحترام المتبادل. وأخيرا انها دعوة لتربية والدية حقيقية ، دعوة لإستعادة الأبناء الى أحضان الوالدية الراشدة ، ودعوة للوالدين بأن يستشعروا دورهم الحقيقى فى التواصل مع الأبناء فى ظل غياب دور المدرسة ، وفى ظل انتشار الأمية التربوية لدى المجموع العام ممن اصبحوا أباء وامهات واصبحوا يفتقدوا الى آليات التعامل مع الأبناء وفق اساليب تربوية مبنية على الفهم والوعي بمعنى التربية، وفى ظل غياب الهوية والانتماء لدى الأبناء فى تلك المرحلة تأتى الدعوة الى أهمية استدعاء كل أدوات المعرفة التى تعزز الثقة بالنفس بين الوالدين والأبناء فى تلك المرحلة الهامة .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

توصيف مقرر التغيرات المناخية

    توصيف مقرر التغيرات المناخية   الدكتور / صلاح عبد السميع   توصيف المقرر : يُعد مقرر "التغيرات المناخية" جزءًا من...