استراتيجيات فعالة لزيادة الثقة بالنفس والدافعية للانجاز

الثقة بالنفس هي إحساس الشخص بقيمة نفسه بين من حوله فتترجم هذه الثقة كل حركة من حركاته وسكناته ويتصرف الإنسان بشكل طبيعي دون قلق أو رهبة فتصرفاته هو من يحكمها وليس غيره .... هي نابعة من ذاته لا شأن لها بالأشخاص المحيطين به وبعكس ذلك هي انعدام الثقة التي تجعل الشخص يتصرف وكأنه مراقب ممن حوله فتصبح تحركاته وتصرفاته بل وآراءه في بعض الأحياء مخالفة لطبيعته ويصبح القلق حليفه الأول في كل اجتماع أو اتخاذ قرار .

والثقة بالنفس هي بالطبع شيء مكتسب من البيئة التي تحيط بنا والتي نشأنا بها ولا يمكن أن تولد مع أي شخص كان .

إن كثيراً من مشكلات طلاب الجامعات تنجم عن الشعور بانخفاض اعتبار الذات ، فالشعور الذي يحمله الطلاب نحو أنفسهم يعد أحد المحددات المهمة للسلوك ، كما أن شعور الطالب بأنه شخص بلا قيمة يفتقر إلى احترام الذات ، يؤثر على دوافعه واتجاهاته وسلوكه ، كما يؤدي ذلك إلى قيام الطالب بإحداث مشاكل سلوكية في داخل وخارج قاعات الدراسة ، فهو ينظر إلى كل شيء بمنظار تشاؤمي ، مما يزيد الأمر تفاقماً بما يتركه من أثر سيئ على الأستاذ الجامعي والطلاب الآخرين .

إن الطلاب الذين يفتقرون إلى الثقة بالذات ، يلاحظ عليهم عدم التفاؤل بالنسبة لجهودهم الدراسية، فهم يشعرون بالعجز والنقص والتشاؤم ، ويفقدون حماسهم بسرعة ، وتبدو الأشياء بالنسبة لهم وكأنها تسير دوماً بشكل خاطئ ، فهم يستسلمون بسهولة ، وغالباً ما يشعرون بالخوف ، ويصفون أنفسهم بصفات سلبية مثل" مُقصر"و "سيئ" و"عاجز" ويتعاملون مع الإحباط والغضب بطريقة غير مناسبة ، حيث يتوجهون بسلوك انتقامي نحو الآخرين أو نحو أنفسهم .

ولهذا فإن مثل هؤلاء الطلاب الذين يعانون من مشكلة تدني الدافعية التعلمية غالباً ما يكونوا سيئي التكيف النفسي والاجتماعي في الجامعة وخارجها ، إضافة إلى افتقارهم إلى المستوى المتوقع من الإنجاز والتحصيل الدراسي، مما يتطلب من الأساتذة بالجامعة وكذلك الأهل التدخل لمساعدتهم على إعادة الاعتبار لذواتهم، وتنمية الثقة بأنفسهم وتقوية دافعيتهم للدراسة.
كما توجد علاقة وثيقة ما بين اعتبار الذات والدافع للإنجاز ، فغالبا ما يكون الطلاب متعطشين للتعلم والتحصيل، وهذه الرغبة في الأداء الجيد تسمى دافعية الإنجاز.

وتؤدي الدافعية المرتفعة للتحصيل والرغبة في النجاح إلي مزيد من المثابرة أكثر مما تؤدي إليه الرغبة في تجنب الفشل، أما نقصان الدافعية للإنجاز المدرسي فيؤدي إلي ضعف التحصيل.

هناك أسباب كثيرة تؤدى إلى عدم الثقة بالنفس منها :ـ

1- تهويل الأمور والمواقف بحيث تشعر بأن من حولك يركزون على ضعفك ويرقبون كل حركة غير طبيعية تقوم بها .

2- الخوف والقلق من أن يصدر منك تصرف مخالف للعادة حتى لا يواجهك الآخرون باللوم أو الاحتقار .

3- إحساسك بأنك إنسان ضعيف ولا يمكن أن تقدم شيء أمام الآخرين بل تشعر بأن ذاتك لا شيء يميزها وغالياً من يعاني من هذا التفكير الهدّام يرى نفسه إنسان حقير ويسرف في هذا التفكير حتى تستحكم هذه الفكرة في مخيلته وتصبح حقيقة للأسف .


والنقطة الثالثة والأخيرة هي أخطر مشكلة لأنها تدمرك وتدمر كل طاقة إبداع لديك فعليك أولاً أن تتوقف عن احتقار نفسك والتكرير عليها ببعض الألفاظ التي تدمر شخصيتك مثل " أنا غبي " أو " أنا فاشل " أو " أنا ضعيف " فهذه العبارات تشكل خطراً جسيماً على النفس وتحطمها من حيث لا يشعر الشخص بها .. فعليك أن تتوقف عن استخدامها لأنها تهدم نفسيتك وتحطمها من الداخل وتشل قدراتها إن استحكمت على تفكيرك.

4ـ تلقي بعض الانتقادات الحادة من الوالدين أو المدير بشكل مؤذي أو جارح.
5- التعرض لحادث قديم كالإحراج أو التوبيخ الحاد أمام الآخرين أو المقارنة بينك وبين أقرانك والتهوين من قدراتك ومواهبك.
6- نظرة الأصدقاء أو الأهل السلبية لذاتك وعدم الاعتماد عليك في الأمور الهامة ... أو عدم إعطائك الفرصة لإثبات ذاتك .

هذه باختصار هي بعض أسباب عدم الثقة بالنفس ولابد أخي بعد مراجعتها وتحديد ما يخصك بينها .... عليك بعدها مصارحة نفسك فليس كالصراحة مع النفس وعدم إغضاء الطرف أو تجاهل المشكلة بإيهام النفس أنها لا تعاني من مشكلة... فالتهرب لا يحل المشاكل بل يزيد النار اشتعالاً....

نماذج من استراتيجيات يستخدمها الأستاذ الجامعي لكي يزيد دافعية طلابه :
وهناك العديد من الاستراتيجيات التي تساعد الطلاب الذين يعانون من القلق أثناء وجودهم في قاعة التدريس وتدفعهم إلى الثقة بالنفس والدافعية ومن تلك الاستراتيجيات :

إستراتيجية 2 ـ 1 لافتات الحقائق
وصفها: لافتات تعلق على احد جدران قاعة التدريس لتذكر الطلاب بحقائق مهمة عن التعلم والحياة.
الغرض منها: مساعدة الطلاب في أن يصبحوا متعلمين قادرين على التوازن وتحمل المسؤولية.
يرفع المعلم لافتة ليراها الطلاب ويقرؤها قراءة جهرية : (كل فرد بحاجة إلى وقت ليفكر ويتعلم والآن دعونا نقرأ هذه اللافتة معا). ثم يشرح لهم العبارة ويحمسهم لقراءتها ثم يعلقها على احد جدران قاعة التدريس ثم يقدم لافتة أخرى في اليوم التالي ( من الطبيعي أن نرتكب الأخطاء فتلك هي الطريقة التي نتعلم بها) ويتبع نفس الطريقة التي تبعها مع اللافتة الأولى . وهكذا باستطاعتنا أن نقدم المزيد من هذه اللافتات .
إنها ناجحة على جميع المستويات الدراسية ولكن يجب أن يؤخذ بعين الاعتبار أعمار الطلاب عند أخيار هذه اللافتات وطريقة تقديمها .ويجب عدم استخدام الكثير الافتات في قاعة التدريس .
إن اللافتات هذه تحمل حقائق مهمة عن الحياة ينساها كل من الطلاب والمعلمين والتفكير بها يبعث على الاطمئنان ويقوي الشخصية.

إستراتيجية 2 ـ 2 التليين.
وصفها: أسئلة تصمم لتعزيز لافتات الحقائق.
الغرض منها: التخفيف من قلق الطلاب ومساعدتهم في أن يصبحوا أكثر رغبة في المشاركة في التعلم.
إن لافتات الحقائق مجرد خطوة أولى في عملية تقليل القلق الناجم عن التعلم وتقديم الدعم ضرورياً للطالب إذا ما أراد التغلب على القلق وهذه الإستراتيجية تقدم ذلك الدعم.
خطواتها:
ـ زيادة وعي الطلاب بلافتات الحقائق، مثلاً: عن طريق طرح الأسئلة .
ـ دعوتهم للإجابة بشكل مختصر .
ـ اختتام النقاش لتعليق ختامي ، ثم الانتقال إلى الدرس حالاً
يجب استخدام (التليين ) مراراً وتكراراً ، وان يكون زمن تطبيقها لا يتجاوز الدقيقتين .
وهذه الإستراتيجيتان تعملان معاً على إطلاق غرائز حب الاستطلاع لدى الطلاب وإطلاق ميولهم نحو معرفة أكثر وعند استخدامها في تعقل فإنهما تعملان على بناء قاعدة قوية من اجل تعلم صفي نشط .

عوامل تزيد ثقة الطالب الجامعي بنفسه :

عزيزي الطالب عليك أن تتبع النصائح التالية إذا ما كنت راغبا في أن تزيد ثقتك بنفسك

• عندما نضع أهداف وننفذها يزيد ثقتنا بنفسنا مهما كانت هذه الأهداف.. سواء على المستوى الشخصي.. أو على صعيد العمل.. مهما كانت صغيره تلك الأهداف.
• اقبل تحمل المسؤولية.. فهي تجعلك تشعرك بأهميتك.. تقدم ولا تخف.. اقهر الخوف في كل مرة يظهر فيها.. افعل ما تخشاه يختفي الخوف.. كن إنسانا نشيطا.. اشغل نفسك بأشياء مختلفة..استخدم العمل لمعالجة خوفك.. تكتسب ثقة أكبر.
• حدث نفسك حديثا إيجابيا..في صباح كل يوم وابدأ يومك بتفاؤل وابتسامة جميلة.. واسأل نفسك ما الذي يمكنني عمله اليوم لأكون أكثر قيمة؟ تكلم! فالكلام فيتامين بناء الثقة.. ولكن تمرن على الكلام أولا.
• حاول المشاركة بالمناقشات واهتم بتثقيف نفسك من خلال القراءة في كل المجالات.. كلما شاركت في النقاش تضيف إلى ثقتك كلما تحدثت أكثر، يسهل عليك التحدث في المرة التالية ولكن لا تنسى مراعاة أساليب الحوار الهادئ والمثمر.
• اشغل نفسك بمساعدة الآخرين تذكر أن كل شخص آخر، هو إنسان مثلك تماما يمتلك نفس قدراتك ربما أقل ولكن هو يحسن عرض نفسه وهو يثق في قدراته أكثر منك.
• اهتم في مظهرك و لا تهمله.. ويظل المظهر هو أول ما يقع عليه نظر الآخرين.
• لا تنسى.. الصلاة وقراءة القران الكريم يمد الإنسان بالطمأنينة والسكينة.. وتذهب الخوف من المستقبل.. تجعل الإنسان يعمل قدر استطاعته ثم يتوكل على الله.. في كل شيء.

عزيزى الطالب ردد هذه العبارات دائما مع نفسك لتعزز ثقتك بنفسك

1- أنا شخص نافع ومهم و استحق احترام الآخرين.

2- أنا أثق بقدراتي.

3- أنا متفائل بأني سأحقق طموحي و أحلامي وأستطيع النهوض بسرعة إذا ما فشلت في أمر ما وأواصل مسيرتي.

4- أنا فخور بما أنجزته في الماضي ,ومتفائل بشأن المستقبل.

5-إنا أتقبل الانتقادات بسهولة , وأشارك نجاحي مع من ساهم فيه.

6- أنا أشعر بالدفء والحب والاحترام تجاه نفسي واعلم إنني إنسان مميز وذو قيمة.

7- إن ما يحدث لي ليس هو المقياس على شخصيتي ولكن المقياس هو كيفية تعاملي مع ما يحصل لي.

8- لا يوجد احد على رجة الأرض أكثر أو اقل أهمية أو قيمة مني.

9- أنا اعرف المميزات و العطايا التي أعطاني الله إياها واقدرها وأحافظ عليها.

10- أنا إنسان فعال في المجتمع واعرف كيف أتصرف بهدوء في الأزمات.
11- أنا أتعامل باحترام وحب مع كل من هم حولي.

وعلى كل طالب أن يتذكر دائما وأبداً أن :
• مفتاح الثقة بالنفس هو أن يحدد ماذا يريد.. وأن يتصرف وكأنه من المستحيل أن يفشل..
• الأشخاص الواثقون من أنفسهم .. يفكرون , يقررون , ثم يقومون بالأفعال .. كـن حاسما ً .
• كن طالبا ً مدى الحياة ..
كلما ازددت علما ً ازداد ما تكسبه وازدادت ثقتك بنفسك ..
• إذا عاملت كل شخص بأدب وعناية , شاهدت ثقتك تسمـو عاليا ً ..

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

توصيف مقرر التغيرات المناخية

    توصيف مقرر التغيرات المناخية   الدكتور / صلاح عبد السميع   توصيف المقرر : يُعد مقرر "التغيرات المناخية" جزءًا من...