كيف تقدر ذاتك وتزيد دافعيتك وثقتك بنفسك ؟

كيف تقدر ذاتك وتزيد دافعيتك وثقتك بنفسك ؟

الدكتور / صلاح عبد السميع عبد الرازق
تقدير الذات مهم جدا من حيث أنه هو البوابة لكل أنواع النجاح الأخرى المنشودة. فمهما تعلم الشخص طرق النجاح وتطوير الذات، فإذا كان تقديره لذاته وتقييمه لها ضعيفا فلن ينجح في الأخذ بأي من تلك الطرق للنجاح، لأنه يرى نفسه غير قادر وغير أهل وغير مستحق لذلك النجاح.
و تقدير الذات لا يولد مع الإنسان، بل هو مكتسب من تجاربه في الحياة وطريقة رد فعله تجاه التحديات والمشكلات في حياته. وسن الطفولة هام جدا لأنه يشكل نظرة الطفل لنفسه، فوجب التعامل مع الأطفال بكل الحب والتشجيع، وتكليفهم بمهمات يستطيعون إنجازها فتكسبهم تقديرا وثقة في أنفسهم، وكذلك المراهقين.
وهناك علامات تظهر على الشخص ذو التقدير المنخفض للذات، منها الانطوائية، الخوف من التحدث أمام الآخرين ، إتعاب النفس في إرضاء الآخرين لتجنب سماع النقد منهم، بل إن العنف والعدوانية وعدم تقبل النقد هي صور من ضعف تقدير الذات، لأنها عملية هروب من مواجهة مشكلات النفس كما سيأتي.
و لا يجب الخلط بين تقدير الذات والثقة بالنفس، فإن الثقة بالنفس هي نتيجة تقدير الذات، وبالتالي من لا يملك تقديرا لذاته فإنه يفتقد الثقة بالنفس كذلك.
وضعف تقدير الذات ينمو بسبب كثرة الهروب من مواجهة مشكلاتنا وجروحنا الداخلية، وتغطيتها وعدم الرغبة في إثارة الحديث عنها. والحل يكمن في مواجهتها ومعالجتها بسرعة، ولكن هذا يتطلب شجاعة في أن يعترف الإنسان بأخطائه وبعيوب نفسه، لذلك كانت المهمة الأولى في معالجة نقص تقدير الذات هي رفع مستوى الشجاعة عند الشخص ليواجه عيوبه ويعمل على حلها. ورفع مستوى الشجاعة يكون بالحديث الإيجابي للنفس بأنها غالية وعزيزة ولها قدر عالي عند صاحبها، كأن يقول:" أنا أقدر نفسي، أنا أحب نفسي وهي رائعة وتستحق كل الخير وأفضل الموجود دائما". وبالتالي فإن حبها وحب الخير لها يدعوان بالتأكيد إلى تخليصها من أي شوائب أو عيوب قد تنقص من قدرها أو تضعفها.
ومن ابرز سمات الأشخاص أصحاب الحس المرتفع بتقدير الذات:
·        -الهدوء والسكينة.
·        - حسن السجية والخصال.
·        -الحماس والعزيمة.
·        -الصراحة والقدرة على التعبير.
·        -الايجابية والتفاؤل.
·        -الاعتماد على النفس.
·        - العلاقات الاجتماعية والتعاون.
·        - الحسم بالشكل الصحيح.
·        - تطوير الذات.
والسؤال الآن هل ترغب في أن يكون تقديرك لذاتك مرتفعا ؟
في البداية :
إن قدرتنا على معرفة الطفل والاعتراف به و القدرة على الاستماع إلى ما يقول، وتكريس وقت لملاحظته، والاعتراف بقوته ومميزاته، وإعطاؤه الأهمية،و تقديم التغذية الراجعة،و تخصيص وقت نوعي له. من خلال كل ما سبق  يولد الحوار الحقيقي حيث يشعر الطفل بأنه معترف به كانسان له كامل الحقوق.
ولعل أخذ الطفل بالاعتبار ومعاملته باحترام تكون البداية باحترام الذات؛ وهذا يفترض إيجاد إطار للحياة يلبي حاجات الطفل الخاصة دون أن ينسى الآباء حاجاتهم أيضاً. يضاف إلى هذا وضع حدود مناسبة واقتراح نظام حيث التوقعات واضحة. وعلى هذا يجب تلبية الحاجة إلى الاعتماد وتجنب الحماية المفرطة مع السماح ببزوغ الرغبات التي هي منبع للطاقة والعمل والإنتاج.
ويعد إدماج الطفل في العائلة والجماعة والمجتمع من خلال تعليمه الانفتاح على الآخرين مع تنمية ثقته في قيمته كإنسان وتعليمه القبول باختلاف الأفكار والأفعال دون الشعور بالتهديد ، وأن يكون قادراً على التسويات واحترام قوانين الجماعة وقيمها واحتلال المكان المناسب، والمساهمة في أعمال الجماعة التي ينتمي إليها وتقديم المساعدة للآخرين.
أن جعل الطفل يعيش النجاح وتعليمه تحديد أهداف واقعية وتدريبه على القيام بتجارب جديدة وغنية و تعليمه تنمية أحكامه وتشجيع استقلاليته وإبداعه من القواعد والتي تؤسس لتقدير ذات ايجابي وتمهد لشخصية سوية متزنة لديها القدرة على اتخاذ القرار .
وعلينا أن ندرك أن شكل خبراتنا في الطفولة والبلوغ  تشكل شخصياتنا وكياننا، فتسهم في تحديد مستوى تقدير الذات لدينا وتساعدنا على أن نكون ما نحن عليه؛ فإذا كانت خبراتنا في الطفولة سعيدة وثرية بالحب الغامر الذي ينمي مشاعرنا الانفعالية، فإن ذلك يمنحنا الثقة بالنفس وتتكون لدينا صورة إيجابية عن الذات وهذا إنما ينتج عنه المستوى المرتفع لتقدير الذات، وعلى النقيض فإن تجاربنا البائسة في مرحلة الطفولة المبكرة تشكل لنا عوائق انفعالية تتسبب بالتالي في انخفاض مستوى تقدير الذات لدينا.
وبالمثل فإن استمرار خبراتنا الإيجابية في سنوات البلوغ يضيف إلى استمرار المستوى المرتفع من تقدير الذات، وكذلك فإن مستوى تقدير الذات ينخفض بناء على الخبرات السلبية المستقاة من خبرات الطفولة السلبية أيضًا. بل إن أحدنا قد يتردى لديه المستوى المرتفع لتقدير الذات الذي كان يتمتع به في الطفولة نتيجة للتحول غير المتوقع لمسار أحداث الحياة مثل فقد الوظيفة أو رحيل شخص عزيز أو الطلاق أو التعرض لحادث مروع أو الإصابة بمرض عضال أو خسارة مبلغ كبير من المال، علاوة على أن الاضطرابات الزوجية والمشكلات المالية يشكلان مزيجًا حتميًا لتحطيم تقدير الذات.
ومن العوامل التي تؤدي إلى تدنى تقديرنا لذواتنا :
·        عندما تقرر التصديق على تعليقات الآخرين السلبية عنك.
·        عندما تستغرق في حوار سلبي مع النفس.
·        عندما تستغرق في الشعور بالشفقة على الذات.
·        عندما تلقي باللوم، لما أنت عليه، على الآخرين.
·        عندما ترفض الاعتراف بأنك في حاجة للمساعدة عند مواجهة المشكلات المعضلة.
·        عندما تعاني من الاكتئاب بسبب طول فترة المرض.
·        عندما تعاني من إعاقة بدنية.
·        عندما يسيء المحيطون إليك لفظيا أو نفسيًا أو معنويًا أو بدنيًا
·        عندما تخفق في تحقيق آمال الآخرين فيك فيرونك غير نافع
·        عندما تؤمن بضرورة الاعتناء بالآخرين وإسعادهم على حساب نفسك
·        عندما يفرق المجتمع بينك وبين الآخرين بناء على النوع أو اللون أو التنشئة
·        عندما يستغل الآخرون أوجه النقص لديك ذريعة للإساءة إليك وخداعك
·        عندما يتعمد شريك حياتك أن يشعرك بالدونية ليسيطر عليك
·        عندما يستغلك أبنائك لتحقيق تطلعاتهم وتحقيق أحلامهم
·        عندما تشعر بأنك لا تتحمل الضغوط الناتجة عن رؤية نجاحات الآخرين
·        عندما تمثل عقدة النقص إحدى سمات عائلتك بحيث تنتقل عبر أجيال العائلة
·        عندما يوجه إليك اللوم الدائم
·        عندما لا تكون الأمور على ما يرام وتعاني من الضغط
·        عندما تسوء أحوالك المالية .
وفى ضوء ما سبق يمكن لكل من يسعى إلى تقدير ذاته أن يقوم بما يلي :
·        ـ أن تعرف نفسك وتثق بها وهذا يوصلك إلى معرفة الآخرين والثقة بهم ومن كان واثقا بنفسه يستطيع أن يفرق بين من كان أهلا للثقة بها ومن الذي لا يمكن أن يوثق بها وهذا هو نوع من الذكاء الانفعالي .
·        ـ ضع لائحة بالمؤشرات التي تجعلك تفقد الثقة بالآخرين ولماذا ؟ والسيطرة عليها والتخلص منها .
·        ـ هناك ثلاث محاور للذات عليك معرفتها هي ما يأتي :
الذات التي تفكر بها والذات التي تعطيها احترامك لنفسك عن طريقها ، والذات المثالية التي يصعب على الفرد الالتزام بها لأنها تؤدي إلى الغرور أكثر الأحيان . وازن بينها جميعا .

·        وعليك أن تسعى إلى :
·        ـ وضع قيمة لذاتك بشكل منطقي وواقعي .
·        ـ تسجيل المبادئ التي تؤمن بها والقيم التي تسير عليها وتحدد من تلتقي بهم إن كانوا يلتزمون بها ام لا .
·        ـ تطبيق الأمور والأهداف التي يمكن تطبيقها بعيدا عن المبالغة، ولا يكلف الله نفسا إلى وسعها .
·        ـ تغير المحيط والبيئة التي أنت فيها قدر الإمكان أي استعمال أسس الذكاء الانفعالي في سلوكك مع الآخرين .
·        ـ تجنب التطرف بالاهتمام بالجانب النفسي وإهمال الآخرين،لأن التوازن في الثقة بالنفس والثقة بالآخرين مطلوب .
ودائما وأبدا نحو مزيد من التقدير للذات
صلاح عبد السميع عبد الرازق الصادق 



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

توصيف مقرر التغيرات المناخية

    توصيف مقرر التغيرات المناخية   الدكتور / صلاح عبد السميع   توصيف المقرر : يُعد مقرر "التغيرات المناخية" جزءًا من...